0
الاثنين 24 حزيران 2024 ساعة 07:25

ماذا أعدّت المقاومة في لبنان للاحتلال وحلفائه؟

ماذا أعدّت المقاومة في لبنان للاحتلال وحلفائه؟
وجاءت هذه العبارات على شكل رسائل أرادت المقاومة منها إطلاع العالم كله، وجمهور العدو كما قيادته، على ما ستكون عليه الأمور في حالة الحرب الشاملة. وهو أسلوب لا تتميز به عادة حركات المقاومة ضد المحتلين. لكنه تكتيك ابتكره حزب الله إثر مراجعة دروس حرب عام 2006، عندما خرج رأي وازن يقول إن فكرة المفاجآت تتصل فقط بأنماط من العمل وأنواع من الأسلحة التي يمكن تركها مُخفاة عن عدوك. لكن، من لا يريد الحرب لمجرد الحرب، يمكن أن يحذّر عدوه من أمور، ويكشف له عن بعض القدرات، لمنعه من الذهاب إلى الحرب. وفي تجربتنا مع عدو مثل "إسرائيل"، يظهر أحياناً أن التحذير من عواقب خطوة ما قد يحول دون وقوعها.

بعد ثمانية أشهر من حرب الاستنزاف التي أطلقتها المقاومة ضد قوات الاحتلال، إسناداً لغزة، لا تزال القواعد الحاكمة للمعركة قائمة. ومفيد الإقرار بأن العدو يتصرف في جبهة لبنان بدرجة عالية جداً من الحذر. قد يُفسر الأمر على أنه مقيّد. لكنّ الدقة توجب القول إنه التزم بقواعد فُرضت عليه، وإذا ما قرّر تجاوزها، فيكون قد أتاح للمقاومة، البحث عن قواعد جديدة.

الجديد اليوم هو أن العدو وصل إلى قناعة بعجزه عن تحقيق هدف سحق المقاومة الفلسطينية في غزة، وهو يبحث عن آليات تتيح له الانتقال إلى مستوى جديد من القتال، من دون دفع ثمن جرائمه. وكل ما يفكّر به هو خلق إطار عمل سياسي - عسكري، يتيح له إبقاء قوات له داخل غزة، وأن يطبق حصاره عليها من كل الجهات، ثم يعلن «انتصاراً على الجناح العسكري للمقاومة (ستجيب كتائب القسام وسرايا القدس على هذا الإعلان فور صدوره) قبل أن يفتح باب الحل السياسي، مشترطاً خلق إدارة سياسية ومدنية جديدة في القطاع، ويبقي مصير المساعدات رهن مصير أسراه لدى المقاومة.

لكنّ قلق العدو لا يقتصر على غزة. فهو كان يفترض أن الأميركيين والأوروبيين سيقدّمون له خدمة كبيرة مقابل إعلان «الانتصار»، تتمثّل في إقناع جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق بعدم شرعية استمرارها طالما توقّف القتال الكبير في غزة. وهذا جوهر ما أراده عاموس هوكشتين في زياراته الأخيرة، وهو جوهر ما يحمله الوسطاء العرب والغربيون إلى «أنصار الله» في اليمن. وهؤلاء يفترضون أن الناطق باسم جيش الاحتلال هو من يتحكّم بقرار إطلاق النار في جبهات الإسناد.
رقم : 1143459
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم