0
الجمعة 22 نيسان 2011 ساعة 02:56

هذه المرة,ليس الهدف الاصلي بيع السلاح

هذه المرة,ليس الهدف الاصلي بيع السلاح
هذه المرة,ليس الهدف الاصلي بيع السلاح

ان المذابح الوحشية والمؤلمة بحق الشعوب الاسلامية في دول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا العربية التي ترتكب بضوء اخضر اميركي واروبي لا تزال مستمرة ,وقد اشيعت في وسائل الاعلام مما اثار سخط الشعوب في اقصى نقاط المعمورة. 

بناءا على هذه الاخبار ,الدول الاوروبية ومنذ اليوم الاول للتحركات الشعبية في دول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وحتى قبل ذلك سارعت من جهة الى مساندة الحكام المستبدين من اجل كسب الاموال الطائلة عن طريق بيع الاسلحة واعادة تشغيل مصانع التسلح التي افلست نتيجة الازمة الاقتصادية ومن جهة اخرى الى قمع الثورات الشعبية في المنطقة. 

وقد اشارت التقارير السرية بالرغم من اكتشاف ان القنابل الغازية والمسيلة للدموع التي استعملت في قمع التظاهرات الشعبية في البحرين خلال 17و18 شباط الماضي انها صناعة اميركية وفرنسية ,فان بريطانيا ,المانيا,ايطاليا واسبانيا وغيرها من الدول الغربية ايضا تعتبر الاساس في تسليح الانظمة الديكتاتورية لقمع المظاهرات الشعبية.وتجدر الاشارة هنا الى دعم الغرب للانظمة الديكتاتورية بالسلاح ومنذ اليوم الاول لبدء المظاهرات في تونس. 

في الثالث عشر من كانون الثاني الماضي اي قبل يوم واحد من سقوط ديكتاتور تونس زين العابدين بن علي ارسلت بعض شركات الاسلحة الفرنسية حوالي 50شاحنة محملة بالقنابل الغازية والرصاص المطاطي الا ان بعض العوائق الجمركية في مطار باريس ادى الى تأخر وصولها الى تونس. 

استنادا الى تقرير لجنة مراقبة السلاح في مجلس العموم البريطاني فان حكومة كاميرون اقدمت على بيع اعداد كبيرة من اسلحة القناصة والغاز المسيل للدموع والشاحنات المؤللة الى البحرين من اجل قمع المظاهرات هناك.
"اوليور اسبراغو"مدير برنامج التسلح البريطاني تحدث في منظمة العفو الدولية عن موافقة بريطانيا على تصدير الغاز المسيل للدموع والاسلحة المختلفة الى البحرين والتي قد يتم استعمالها من قبل القوات الامنية في قمع التحركات الشعبية . 

انتشار التقارير المتحدثة عن بيع السلاح الالماني الى دول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا يشير الى ان برلين ايضا من الدول المصدرة للسلاح الى الانظمة الحاكمة في دول ليبيا,البحرين,اليمن والاردن.بالاستناد الى التقرير الصادر عن جناح اليسار في البرلمان الالماني ,فان حكومة هذه الدولة قد اجازت تصدير السلاح الى كل من ليبيا ,مصر,البحرين,السعودية بقيمة مليار و100 مليون يورو خلال سنة2009 من بينهم بقيمة 53 مليون و200 الف يورو الى ليبيا فقط.

وخلال السنوات الاخيرة عمدت المانيا الى بيع مصر سلاح بقيمة 270 مليون يورو يشتمل على1726 دبابة واسلحة متنوعة تستعمل في قمع المظاهرات والتي ظهرت على شاشات الاعلام اثناء الثورة المصرية مبينة قمع حكومة حسني مبارك للمظاهرات الشعبية بوسيلة اليات ضخ المياه من طراز"مان"الالمانية الامر الذي ادى الى اثارة سخط الشعب في المانيا. 

ان اميركا خلال العام2010 قد صرفت نحو698 مليار دولار على التسلح مايعادل 5 بالمئة من ناتجها المحلي الذي يوازي 4 اضعاف الميزانية الايرانية لعام 2011 وذلك يجعلها على راس الدول المصنعة والمصدرة للسلاح في العالم وتعتبر الى جانب فرنسا,المانيا,بريطانيا,ايطاليا واسبانيا من الدول المصدرة لوسائل القمع المعتمدة في البحرين واليمن وليبيا. 

ان تسليح الغرب للانظمة العربية المستبدة والحملات العسكرية على ليبيا من قبل اميركا والناتو والاحتلال العسكري للبحرين واليمن بواسطة قوات بعض دول مجلس التعاون الخليجي امثال السعودية, الكويت, الامارات, عمان وقطر الى جانب سير التحولات الاسلامية وقيام الشعوب في المنطقة من جهة ورصد مسير الازمة المالية في الاقتصاد العالمي من جهة اخرى ,امور يجب التوقف عندها ودراستها. 

بداية يجدر الذكر انه من السذاجة في مكان اعتبار الولايات المتحدة والدول الاوروبية من يدير المظاهرات الشعبية في الدول العربية الشرق اوسطية وشمال افريقيا لاجل تامين مصالحهم.
هذه النظرية التي يعتمدها بعض المسؤولين هي نظرية منحرفة تستغلها اميركا اعلاميا من اجل تلميع صورتها واستعادة اعتبارها المفقود وايضا مصادرة الثورات الاسلامية. 

ان ارسال "انجلينا جولي"ممثلة هوليوود الفاحشة والتي يوجد تقارير على انها جاسوسة اميركية بعنوان سفيرة السلام الى الحدود الليبية-التونسية وزيارتها لللاجئين والفارين من حملات الناتو والقذافي من اجل ترميم الصورة الاميركية لدى الشعوب يعتبر دليل اخر على ما ذكر لانه وبناءا على التقارير الاعلامية الغربية تعتبر اميركا من اكثر الدول المنبوذة من قبل شعوب منطقة الشرق الاوسط. 

الولايات المتحدة والدول الاوروبية يعانون في الواقع ضائقة اقتصادية كبرى مما جعلهم يسعون الى استعادة التكتيك القديم في بيع الاسلحة للدول التي تشهد نزاعات وحروب والى التدخل العسكري لتوسيع نقاط النزاع والاستمرار في بيع هذا السلاح من اجل انهاء ازمتهم الاقتصادية,وهذه المرة من خلال اراقة الدماء وقتل المسلمين في منطقة الشرق الاوسط اضافة الى مواجهة التحولات السياسية . 

اميركا,بريطانيا,فرنسا,ايطاليا,اسبانيا,تاثروا بشدة نتيجة الازمة الاقتصادية ,فاميركا تعاني كسرا في الميزانية بمعدل واحدترليون و400 مليار دولار ,فرنسا 124 مليار و200 مليون يورو,بريطانيا 23 مليار بوند,و ترزح ايطاليا تحت مديونية عامة بنسبة131بالمئة والمانيا بنسبة80 بالمئة من الناتج المحلي ويبلغ معدل البطالة في اسبانيا ال21 بالئة وكذلك الدين الخارجي 960 مليار يورو كل هذا ادى الى سعي تلك الدول لتصدير وبيع السلاح الخزن لديها من اجل سد ثغرة في جدار الازمة المالية التي تعاني منها. 

ان سياسة افشاء الحروب والنزاعات وبيع السلاح المتبعة من قبل القوى العظمى للخروج من الازمة الاقتصادية قد اعتمدت على مدى القرون السابقة. 

ان تهديد الولايات المتحدة في 28 نيسان 1898 لدولة اسبانيا ومن ثم اعلان الحرب عليها بعد 5 ايام كان يعني بالنسبة للاوروبيين دخول الولايات المتحدة ومعها 74 مليون من سكانها دائرة النزاعات العالمية,ومنذ ذلك الحين والى الان يشهد العالم تدخل القوى الاستعمارية الكبرى في الشؤون العالمية دون حسيب او رقيب.
ان السياسة الاستعمارية المتبعة من القوى المستكبرة امثال اميركا والموصوفة "بالديكتاتورية البورجوازية" تؤمن المصالح الاقتصادية لهذه الدول وبناءا على هذا فان "نيكسون" رئيس اميركا الاسبق وخلال حرب الخليج قد صرح علانية بهذا الامر. .في7 كانون الثاني من العام 1991 وضمن مقابلة له مع صحيفة "نيويورك تايمز"يقول:نحن لم ناتي الى الكويت من اجل الدفاع عن الديمقراطية وليس لصد الديكتاتور اوالدفاع عن حقوق البشر انما اتينا للحفاظ على مصالحنا الحيوية وعدم السماح لاحد بتعريضها للخطر. 

بالعودة الى المئة سنة الماضية من تاريخ الولايات المتحدة نجد ان الحرب العالمية الثانية كانت السبب وراء نجاة اميركا وخروجها بسلام من الازمة الاقتصادية الكبرى التي المت بها عام 1929 ,مع بداية هذه الحرب المدمرة بدأت الولايات المتحدة بتامين السلاح للدول المتحاربة بصورة مستقيمة وغير مستقيمة وخصصت القسم الاكبر من هذا السلاح للدولة المهاجمة اي المانيا النازية. 

في تلك الاثناء العديد من المصانع المعطلة استعادت عملها في انتاج الغذاء واللباس وسائر احتياجات القوات المتحاربة مما ادى الى تامين اكثر من مليون فرصة عمل للاميركيين وبذلك تكون اميركا من خلال دخولها الذكي ميدان الحرب استطاعت ضخ حياة جديدة في اقتصاده الذي شارف على الهلاك.
في الركود الاقتصادي الذي اصابها عام 1970 كانت حرب فييتنام وقتل الشعب المظلوم هناك الوسيلة الناجعة لنجاة الاقتصاد الاميركي. 

في شهر تموز من العام1990 مرة اخرى ترزح اميركا تحت عبء ازمة اقتصادية جديدة وهذه المرة ايضا كانت حرب الخليج المنجي الاساس للولايات المتحدة من الازمة الاقتصادية التي المت بها.يعتبر الاحتلال العسكري لافغانستان والعراق ايضا ضمن مسار اخراج اميركا من ازمة عامي 2001 و2002 الاقتصادية.

تجدر الاشارة الى ان قوانين الكثير من الدول الاوروبية التي تدعي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان مثل فرنسا والمانيا واسبانيا تمنع ارسال الاسلحة والتجهيزات العسكرية الى المناطق التي تشهد حروبا ونزاعات ,ولكن من الجيد معرفة انه وخلال الشهرين الاخيرين اثنان من مصانع الاسلحة في اسبانيا استعادا نشاطهما (بعد ان كانا تعطلا بسبب الديون المتفاقمة)في انتاج السلاح وتصديره الى اليمن وليبيا والبحرين لقتل الشعب هناك وذلك من اجل تامين فرص عمل ل5 ملايين اسباني. 

«اريك رولو»رئيس تحرير مجلة لوموند, المستشار السياسي ل «فرانسوا ميتران» رئيس جمهورية فرانسا الاسبق سنة 1987 وخلال لقاء مع احد قادة الاكراد في العراق الذي كان ينتقد دفاع باريس عن صدام حسين بالرغم من ارتكابه الجرائم بحق الشعبين العراقي والايراني قال:"نحن نعلم ان صدام رجل متوحش ولكن سبب دفاعنا عنه هو الاحساس بالخطر الاسلامي الاتي من ايران ,واذا لم يتم قمع النظام الاسلامي في ايران فانه سوف يمتد بتاثيره ليشمل كل العالم الاسلامي.

ومن الممكن هذه المرة ان تستمر الحرب بين الغرب والاسلام الف سنة في حين ان الحرب السابقة قد استمرت 500عام وانتصرنا فيها ولكن ليس معلوما ان ينتصر الغرب في هذه الحرب. اما الان وبالرغم من وجود الشواهد الواقعية الدالة على اضطراب المسؤولين والاستراتيجيين في اميركا والدول الغربية اضافة الى الصهاينة الذين يعترفون بان بيع السلاح هدف فرعي بالمقارنة مع الهدف الاصلي وهو مواجهة الثورات الاسلامية في المنطقة التي من شانها جر العالم الاسلامي الى ماحصل في ايران منذ ثلاثة عقود.
 
الكاتب: بابك اسماعيلي

/ انتهى التحليل /

مترجم : هاني زعیتر
رقم : 67048
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم