هل انكشف الدور السعودي الحقيقي في اليمن؟

وجاء التقرير لتوضيح الصورة عن مدى وحشية هذا العدوان، إذ ذكرت الإذاعة الفرنسية في تقريرها أن السعودية قررت قبل ثلاث سنوات التدخل في الحرب الداخلية اليمنية، مما أدخل اليمن في صراع مدمر تضرر منه المدنيون، حيث كان الهدف في البداية بسيطاً وهو استعادة سلطة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لكن بعد ثلاث سنوات لا تزال البلاد مجزأة إلى قسمين، بل تعاني من الأسوأ بانتشار المجاعة والكوليرا إلى جانب تشريد مليوني يمني وقتل عشرة آلاف آخرين في الصراع.

وبالنسبة للسعودية ،بحسب التقرير، فإن الحرب في اليمن هي طريقة لمواجهة إيران ، لكن بعد مرور ثلاث سنوات على اندلاع الحملة العسكرية، وصلت السعودية إلى طريق مسدود، كما أشار ديدييه بليون، نائب مدير المعهد الدولي للعلاقات الدولية والإستراتيجية قائلاً: "لم يتم الوصول إلى أي من الأهداف التي حددها السعوديون لأنفسهم فمن وجهة نظر عسكرية فإن الخطوط الأمامية لم تتغير، أما على الجانب السياسي فإن السعودية فشلت فشلاً ذريعاً في إعادة الحكومة التي تعتبرها شرعية، حيث تعطي محاولات السعودية المتكررة نتائج عكسية تماما على كلا الجانبين".

"ليس هناك إمكانية للتوصل إلى حل وسط في الوقت الحالي، لكن اليمن في حالة من الفوضى المطلقة، وبالإضافة إلى المأساة الإنسانية فإن هذا الفشل يشكل توجساً حقيقياً للسعوديين"، هذا ما أكده بليون.

وتصر السعودية على عدوانها وانتهاكها لحقوق الإنسان في اليمن، على الرغم من تكلفة حربها الظالمة هذه، إذ إن حجم الإنفاق يبلغ مليار دولار شهرياً، في الوقت الذي تقوم فيه الرياض بترشيد إنفاقها.

وبهذا تحاول السلطات السعودية إثبات دورها كلاعب أساسي في المنطقة وهي كل ماتفعله انتهاك صارخ للقانون الدولي من خلال قصفها المتكرر للمدنيين، مما يضعها في قفص الاتهام كمرتكبة جرائم بحق الإنسانية.