0
الأحد 11 آذار 2018 ساعة 22:38

كيف تمهّد السعودية طريق التطبيع مع ‘‘اسرائيل‘‘ ؟

كيف تمهّد السعودية طريق التطبيع مع ‘‘اسرائيل‘‘ ؟
وكشفت وسائل إعلامية عبرية بأن السعودية قدمت مقترحا لإسرائيل بوضع الحرم القدسي الشريف تحت الإدارة الدولية في إطار أي تسوية مرتقبة، مؤكدة بأن مسؤولين مصريين لعبوا دور الوسيط في تبادل رسائل بين السعودية وإسرائيل في الشأن الإيراني، وفي ” صفقة القرن”.

وأكدت مصادر مقربة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل والسعودية على تنسيق عال وكامل في موضوع “التهديد الإيراني”.

في هذا السياق جاءت تصريحات الرياض الاخيرة حول المخاوف من التهديد الإيراني وضرورة مواجهته تزامنا مع تصريحات متطابقة لنتنياهو في واشنطن، مؤكدة أن “هذا دليل إضافي على التنسيق الوثيق بين إسرائيل وبين السعودية.

والسعودية ودولا عربية “معتدلة” تشمل مصر والأردن والإمارات، معنية بدفع “صفقة القرن” ،إلا أن إسرائيل ترفض بشدة مقترحا من دول عربية معتدلة بإعطاء القدس حالة خاصة ضمن المفاوضات المستقبلية.

ورفضت أيضا توافقها مع دول عربية على اعتبار الحرم القدسي الشريف منطقة دولية. ومن جهته الأردن أيضا رفض المقترح السعودي بشأن الحرم القدسي، مثلما رفض أي عملية سياسية من شأنها المساس بمكانته كراع للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية بالقدس.

وقالت مصادر أخرى أنه تم تمرير رسائل حول القدس ومكانتها في تسوية إقليمية مستقبلية بين إسرائيل وبين دول عربية، موضحة أن الاتصالات لم تنضج لحد بحث الموضوع لأن الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية عارضت البحث في مكانة القدس كل لأسبابه. وأوضح المصدر حسب الصحيفة، أن “مشاورات تمت لعقد لقاء أردني سعودى منذ يومين، لكنه لم يخرج لحيز التنفيذ نتيجة صعوبات تقنية.

بالتوازي مع ذلك انتقلت السعودية من مرحلة السعي والبحث عن طرق لتوطيد علاقتها مع "إسرائيل"، إلى مرحلة اللقاءات المباشرة وعرض الأفكار والمناقشة الثنائية، بعد أن كانت في السابق هذه المرحلة خطاً أحمر في سياسة الرياض غير مسموح بتجاوزه.

وسعي الرياض لتحسين علاقتها مع "إسرائيل"، وتبنيها بعض المواقف السياسية والقضايا في المنطقة، تغنت به الصحف العبرية كثيراً، والتي أحدثت تحولاً بنسبة 360 درجة، خاصة بعد تمسكها بـ"صفقة القرن" الأمريكية، وانفتاحها السياسي الجريء الذي تجاوز الحدود.

وفى هذا السياق كشفت مصادر خليجية نقلاً عن مسؤول رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية — أن العلاقات بين السعودية والجانب الإسرائيلي قد شهدت خلال الأسابيع الأخيرة تطوراً لافتاً وجوهرياً، وقد يكون الأول من نوعه بتاريخ العلاقات بين الجانبين.

وأيضا بحسب مصادر مصرية فقد استقبلت القاهرة خلال الأسبوع الأول من مارس الجاري، بأحد فنادقها الكبيرة، مسؤولين سعوديين وآخرين إسرائيليين على طاولة نقاش واحدة، بحضور مسؤولين مصريين رفيعي المستوى .فالقاهرة ترعى لقاءات سرية بين الرياض و‘‘اسرائيل‘‘ وخلال الفترة الأخيرة فقط جرى أكثر من لقاء ثلاثي (إسرائيلي — مصري — سعودي) على أراضيها، بصورة سرية.

وعن طبيعة الملفات التي بُحثت على طاولة اللقاء الثلاثي، أكد مسؤول فلسطيني أن المناقشات قد انقسمت إلى جزأين؛ سياسيٍّ ركز على كل ما يتعلق بـ"صفقة القرن" الأمريكية، ومحاولة توفير كل الأجواء في المنطقة لطرحها دون عقبات رغم خطورتها على القضية الفلسطينية بشكل خاص، ورفض الفلسطينيين التعامل معها.

والجزء الثاني ركز على "المصلحة الاقتصادية" الثلاثية، وسبل تطويرها في المراحل المقبلة، وخاصة في منطقة "البحر الأحمر"، التي تستعد كلٌّ من الرياض و"إسرائيل" لإطلاق أكبر المشاريع الاقتصادية المشتركة فيها خلال الشهور القادمة. ولفت إلى أن "الرياض قد فتحت صفحة جديدة في علاقتها السياسية والاقتصادية مع "إسرائيل" بلغة المصالح، وهذا بخلاف النهج الذي كانت تتبعه طوال السنوات الماضية"، مؤكداً أن "هذا يضر بفلسطين وقضيتها، ويظهر أن إسرائيل لم تبقَ العدو الرئيسي في المنطقة".

من جانبه القيادي في حركة حماس، وصفي قبها، عبر عن رفض حركته القاطع لأي علاقات تطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل جرائمه المتواصلة التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته ،وأكد أن "هناك الكثير من الدول العربية التي فتحت قنوات اتصال سرية وعلنية مع إسرائيل، وتجري لقاءات شبه دورية مع مسؤوليها، وذلك لكسب ودهم ومحاولة لإرضاء حاكم البيت الأبيض".

واعتبر قبها أن اللقاءات "العربية — الإسرائيلية" لا تخدم القضية الفلسطينية، "بل تضرها وتحاول إظهار الطرف الإسرائيلي بأنه يمكن أن تجلس معه وتحاوره وتقيم معه علاقات سياسية واقتصادية وتجارية، في حين أن إسرائيل هي دولة احتلال وغاصبة للأرض الفلسطينية وتحاول سرقة الحقوق والاعتداء بالقتل والضرب والأسر لسكانها".

ودعا القيادي في حركة "حماس" الدول العربية إلى "التوقف عن اللهث وراء إقامة علاقات مع إسرائيل وفتح باب التطبيع على مصراعيه"، مؤكداً أن تلك المحاولات "تقدم طوق نجاة لإسرائيل للهروب من جرائمها".
رقم : 710815
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم