0
الجمعة 2 آذار 2018 ساعة 19:03

هل تنجح السعودية بخطف الدور المصري من الملف الفلسطيني ؟

هل تنجح السعودية بخطف الدور المصري من الملف الفلسطيني ؟
وهذه التوجهات السعودية الجديدة ،وبحسب محللين، تأتي بأمر وتوجيه من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف دخول مرحلة جديدة، ستكون فيها الرياض قادرة على الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للقبول بالجلوس على طاولة المفاوضات رغم إعلان ترامب القدس عاصمةً لإسرائيل.

وكانت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى قد كشفت أن الرياض نجحت في فتح قناة اتصال سرية بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية لتجاوُز مرحلة التصعيد القائمة على خلفية قرار واشنطن بشأن القدس، والذي أغضب الفلسطينيين كثيراً، إذ رفضوا الوساطة الأمريكية في أية جولة مفاوضات مقبلة، وبينت المصادر أن "موقف الرئيس عباس تجاه الوساطة الأمريكية من الدخول في مفاوضات جديدة مع إسرائيل، شهد خلال الأيام الأخيرة، بعض اللين ولم يبقَ كالسابق، خاصة بعد نجاح الرياض في الضغط على محمود عباس، لفتح باب جديد للمفاوضات مقابل تحسين الوضع المالي للسلطة من خلال زيادة الميزانية الشهرية التي تقدَّم لها، إضافة إلى تقديم ضمانات جادة لنجاح أية جولة تفاوضية مقبلة".

وأضافت المصادر الفلسطينية أن "عباس بات لا يملك أية ورقة سياسية يلعب بها مع الإدارة الأمريكية والجانب الإسرائيلي، غير التوجه لمجلس الأمن، وأنه يعلم أن تلك المعركة ستكون خاسرة في ظل الفيتو الأمريكي المتوقع ضد أي قرار يدين إسرائيل؛ لذلك وافق على مضض بإعطاء فرصة جديدة للرياض".

فالوساطة المصرية ،وبحسب هذه المصادر، في ملف المفاوضات بين السلطة وإسرائيل شهدت تراجعاً كبيراً للغاية، حتى وصل لدرجة عدم اهتمام القاهرة بهذا الملف، وهذا ما دفع الرياض للدخول على الخط ومحاولة سحبه، بتوجيه ومساندة من إدارة الرئيس الأمريكي بشكل مباشر.

فالرياض أعربت للرئيس عباس عن موافقتها ،على استضافة لقاءات تفاوضية رباعية "أمريكية-إسرائيلية-فلسطينية-سعودية" أو رعايتها بأية عاصمة أوروبية أخرى، ،بحسب ما كشفت مصادر فلسطينية ،وتوقعت المصادر ذاتها أن تُعقد، خلال منتصف شهر آذار الجارى، أول لقاءات سرية لإحياء مشروع المفاوضات
وفي ذات السياق، أقرَّ أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بتحركات سعودية لإحياء المفاوضات بين السلطة وإسرائيل، وقال في تصريحات إن "الرياض اهتمت جيداً بـ(صفقة القرن) الأمريكية، وتحرُّكها في ملف المفاوضات جزء من الصفقة التي تسعى لتطبيقها، لافتاً إلى أن "السلطة لم تغلق باب المفاوضات، ولا يزال مفتوحاً".

وكان الرئيس عباس قرر رفض وساطة الإدارة الأمريكية لعملية السلام، وطالب برعاية دولية متعددة الأطراف لأية عملية سلام قادمة، في وقت خفَّت فيه حدَّة الاحتجاجات التي صاحبت إعلان ترامب في الأراضي الفلسطينية.

إذ ارتبط اسم السعودية بعرض جديد قُدِّم للجانب الفلسطيني للاعتراف بـ"أبو ديس" عاصمةً للدولة الفلسطينية بدلاً من القدس المحتلة، الأمر الذي أثار موجة غضب فلسطينية كبيرة، وسط اتهامات للرياض بـ"لعب دور مشبوه ضد القضية الفلسطينية".

ورأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن السعودية تريد أن يكون لها دور كبير بالمنطقة، وتكون صاحبة القرار في العديد من القضايا الهامة والجوهرية؛ لذلك تسعى وراء ملف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية المرتبط بـ"صفقة القرن" الأمريكية، وأوضح أن "الرياض، وفق رؤية القيادة الجديدة، تريد أن تحتل الدور الذي كانت تلعبه مصر لقيادة المنطقة وتسعى من خلال الرشوة، وبالتعاون مع الإمارات، لتقاسم النفوذ في المنطقة".
رقم : 708532
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم