زيارة الموفد السعودي إلى لبنان .. الأهداف والأهمية

وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة نظرا لأنها تتزامن مع بدء القوى السياسية تحضيراتها الجدية لخوض معركة الانتخابات النيابية في ظل عدم اكتمال صورة التحالفات السياسية بشكل نهائي.

كما أن هذه الزيارة قد تكون مدخلا لعودة الدعم السعودي للاقتصاد اللبناني وذلك على أعتاب إنعقاد مؤتمر "سيدر" في العاصمة الفرنسية باريس والمخصص لدعم المشاريع الإنمائية في لبنان.

وتأتي هذه الزيارة بعد تسلم المستشار نزار العلولا الملف اللبناني في ظروف مفصلية تشهدها المنطقة ضمن الصراع الإقليمي القائم، وزيارة المستشار السعودي في ظل أجواء الانتخابات النيابية لها مفهومها الخاص.

ويدرج البعض زيارة الموفد السعودي نزار العلولا في إطار استكشافه مدى إمكانية رأبِ الصدعِ بين قوى كانت تُشكّل في السابق فريق 14 آذار.

وكانت أولى محطات الموفد السعودي في قصر بعبدا حيث التقى بالرئيس اللبناني العماد ميشال عون وقد نقل العلولا رسالة شفهية من الملك سلمان الى الرئيس عون تؤكد دعم سيادة لبنان واستقراره ومتانة العلاقات اللبنانية السعودية،و أبلغه أنه سيوجه دعوة للحريري لزيارة المملكة.

وأكّد الرئيس سعد الحريري بعد لقائه الموفد السعودي أن "المحادثات كانت ممتازة مع الموفد السعودي وسألبي الدعوة الى زيارة المملكة في أسرع وقت ممكن ، موضحا أن الهدف الاساسي للسعودية هو ان يكون لبنان سيد نفسه وهم حريصون على استقلاله وسنرى كيف سنتعاون معهم من أجل المؤتمرات".

من جانبه رأى تجمع العلماء المسلمين في لبنان أن هذه الزيارة تأتي ضمن المشروع السعودي الرامي للهيمنة على لبنان من بوابة التدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية وخصوصا الانتخابات البرلمانية مشككين بنواياها الخبيثة وتوقيتها المريب الذي جاء على أعتاب تشكيل اللوائح الانتخابية.

ويرى مراقبون أن هناك تغيرا سيطرأ على العلاقات اللبنانية السعودية بعد زيارة الموفد السعودي الى لبنان، لما ستتركه هذه الزيارة من آثار على الصعيد الداخلي اللبناني.