حكاية الناشطة السعودية نهى البلوي من الاعتقال إلى الحرية

وتفاعل المغرّدين على موقع تويتر ومنشورات تضامنية على مواقع أخرى مع قضية نهى البلوي، شكلت حملات ضغط على السلطات السعودية مطالبة بالإفراج عنها، كل ذلك سبب إحراج للسلطات أمام الرأي العام فساهمت تلك التغريدات والحملات بشكل كبير في الإفراج عنها بعد مرور أقل من شهر على اعتقالها تعسفيا.

ونهى البلوي كاتبة وناشطة سعودية، ولها نشاط واسع ضد التطبيع مع إسرائيل وفي الدفاع عن معتقلي الرأي بالمملكة. وبعد إلقاء القبض عليها، تحدثت مصادر سعودية مطلعة، عن إحالتها إلى المحكمة الجزائية السعودية، بتهم متعلقة بنشر آرائها على موقع تويتر، والتي طالبت فيها بوقف التطبيع السعودي مع إسرائيل، ودعم حقوق المرأة، ورفض فرض الضرائب على المواطنين، وخصخصة أجهزة الدولة، وقامت السلطات السعودية بإغلاق حسابها على تويتر، الذي قادت من خلاله الحملات الإنسانية والسياسية.

كما صادرت أجهزتها وهواتفها واستولت على بقية حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، ما أدى إلى انسحاب الناشطات السعوديات من موقع تويتر خوفا من حملة اعتقالات جديدة تستهدف الحركة النسوية في البلاد.

وتم اعتقال الناشطة السعودية بعد تنظيمها حملات حقوقية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واعتقلتها السلطات السعودية، بعد إجبار أقارب لها على الاعتراف بمكان وجودها، واستدعتها إدارة التحقيق العام والادعاء (النيابة العامة) لاستجوابها هي ووالدها، ولم تتوقف إجراءات السلطات السعودية عند الشابة وحدها، وانما امتدت الإجراءات لتصل الى أسرتها، حيث قامت السلطات باعتقال شقيقها وشقيقتها، لممارسة المزيد من الضغوط على الناشطة الشابة.

وذلك بعد نحو 20 يوماً من اعتقال شقيقتهما في أعقاب نشرها فيديو يهاجم التطبيع مع إسرائيل، واعتبر ناشطون أن اعتقال شقيقة وشقيق الناشطة نهى البلوي اجراء تعسفي وجريمة حقوقية تُضاف إلى سجل الانتهاكات في السعودية، مطالبين بالإفراج الفوري عنهم، وعن جميع معتقلي الرأي.

من جانبه كان قد استنكر الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي خبر اعتقال شقيقي البلوي،وقال خاشقجي على حسابه بموقع تويتر: "يا طويل العمر .. يكفي، فلهؤلاء أهل وأم وأب وأخوة، شروخ لا تحتاجها ولا يحتاجها الوطن، لا تصدق سخيفا يقول "اولادك وانت تربيهم".

والناشطة الشابة نهى البلوي، ولدت في مدينة تبوك شمال (غرب السعودية) عام 1994، لعائلة تنتمي إلى قبيلة بلي أحد أكبر قبائل السعودية والأردن.

وأتمت دراستها في مدارس مدينتها قبل أن تنضم لجامعة تبوك لدراسة تصميم الأزياء والملابس فيها.
وقد انضمت بعد ذلك للعمل مع الجماعات الحقوقية على مواقع التواصل الاجتماعي، ورصد اعتقالات المعارضين السياسيين والكتاب الاقتصاديين والمثقفين والشعراء.

وساهمت البلوي في قيادة حملات المطالبة بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، كما طالبت بإزالة التمييز عنها عبر إسقاط نظام الولاية الصارم على المرأة. ودعت كذلك إلى خفض الضرائب المفروضة على الشعب السعودي، وعدم فرضها إلا بعد السماح بالتمثيل السياسي عبر برلمان منتخب.

وقبل أيام دشن مغردون عدة أوسمة ونشروا فيديوهات على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، تطالب بالإفراج عن نهى البلوي، واعتبر مشاركون في الحملة التضامنية مع البلوي، أن اعتقال امرأة بسبب التعبير عن رأيها، يعد أمراً خطيراً، ودخيلاً على المجتمع السعودي.