0
الجمعة 23 شباط 2018 ساعة 14:13

لماذا يريد مجلس الأمن فرض التهدئة في الغوطة الشرقية ؟

لماذا يريد مجلس الأمن فرض التهدئة في الغوطة الشرقية ؟
وتعاني الغوطة الشرقية في ريف دمشق ومنذ عام 2011 أوضاع إنسانية سيئة بسبب سيطرة التنظيمات الإرهابية على المنطقة، إذ بسط تنظيما "جبهة النصرة" و"جيش الإسلام" سيطرتهما على المدينة.

وعلى الرغم من إدراج الغوطة الشرقية على قائمة مناطق خفض التصعيد الأربع، وذلك بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه من قبل الدول الضامنة للهدنة في سوريا، وهي روسيا وإيران وتركيا، أثناء مفاوضات أستانا في أيار 2017، بقيت المنطقة على حافة الكارثة الإنسانية.

وفي أواخر 2015 بدأ الجيش السوري هجوما على الغوطة الشرقية، وفي نهاية 2016 انتهت المعارك كافة هناك، ومع مطلع شباط الحالي بدأ مسلحو "جبهة النصرة" استفزازاتهم في المنطقة، حيث كثفوا القصف على مناطق سكنية بدمشق، فبدأت القوات الحكومية بتوجيه ضربات إلى مواقع الجماعات الإرهابية في الغوطة، وسارعت الولايات المتحدة إلى الإدانة بشدة "للعنف" في الغوطة محملة دمشق وموسكو المسؤولية عنه ودعت إلى وقف القتال هناك، ورفضت السلطات الروسية الاتهامات الموجهة إليها ولدمشق في سقوط قتلى في الغوطة الشرقية.

ودعت موسكو أمس الأربعاء إلى عقد جلسة مجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في الغوطة الشرقية، وعقد مجلس الأمن جلسة اليوم الخميس لاعتماد مشروع قرار تقدمت به الكويت (رئيس أعمال المجلس للشهر الجاري) والسويد (العضو في المجلس) ويقضي بفرض هدنة إنسانية مدتها 30 يوما لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في كافة أرجاء سوريا، بمن فيها غوطة دمشق الشرقية.

وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أمام مجلس الأمن الدولي أن المسلحين يتمركزون في الغوطة الشرقية داخل مناطق يتواجد فيها مدنيون ويتخذون السكان كرهائن، مؤكدا أن وقف إطلاق النار في الغوطة له أهمية قصوى لكن يجب معرفة كيفية تطبيق ذلك،ى مشيراً إلى أن مشروع القرار المطروح على التصويت اليوم لم يتم الاتفاق عليه إلى الآن، مضيفا أن روسيا صاغت تعديلات على الوثيقة تتيح جعلها "منطقية وواقعية".

وتساءل نيبينزيا: "ما هي الضمانات لتطبيق هذه الهدنة ؟. مشيرا إلى أن الجانب الروسي لم يتلق "أي إجابة واضحة" عن السؤال، مشدداً على أن السفارة الروسية قد تعرضت للقصف مرارا، فيما لم تصدر إدانات دولية بالأمر وهو ما يحمي المجرمين من العقاب.

وأضاف مندوب روسيا أن الهستيريا الكبيرة في وسائل الإعلام العالمية لا تساهم في فهم الأوضاع في الغوطة، مشيرا إلى أن أطرافا دولية تحاول توجيه تهم إلى روسيا بشأن ما يجري في الغوطة، موضحا أنه "يجب ألا ننسى الاستهداف الممنهج للمدنيين من قبل التحالف الدولي في مدينة الرقة".

وبدوره، أعرب مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، عن مخاوف بلاده من أن القوات الحكومية في سوريا تسعى إلى تكرار ما سماه بـ"سيناريو حلب" في الغوطة الشرقية، وقال إن "سوريا وحلفاءها يستخدمون محاربة الإرهاب كذريعة لشن الهجوم (على الغوطة) بهدف القضاء على المعارضة وإضعاف معنويات المدنيين".

وأشار المندوب الفرنسي إلى ورود معلومات تفيد باستخدام مفترض للسلاح الكيميائي في حلب، مشددا على أن بلاده "ستراقب عن كثب هذه المسألة بالذات"، أي استخدام الكيميائي في سوريا. بحسب قوله.

ومن جانبه، شدد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن تعريض حياة 8 ملايين سوري في دمشق للخطر من أجل حماية الإرهابيين في الغوطة الشرقية أمر غير مقبول، مشيرا إلى أن الجماعات المسلحة الإرهابية هي التي تتحكم بالمساعدات الإنسانية التي تدخل الغوطة الشرقية، مؤكدا أن محاولات توصيف الجماعات المسلحة المتواجدة في الغوطة بالمعارضة المعتدلة لن يغير من طبيعتها التكفيرية، مضيفا أن "الأمم المتحدة تدير ظهرها تجاه إسرائيل في الجولان والعدوان التركي في سوريا".
رقم : 706958
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم