0
الأربعاء 14 شباط 2018 ساعة 23:04

هل تطيح الإصلاحات بمستقبل محمد بن سلمان ؟

هل تطيح الإصلاحات بمستقبل محمد بن سلمان ؟
و إجراءات محمد رضا بهلوي ومحمد بن سلمان في الحقيقة واجهت وتواجه ردات فعل وأزمات لأنظمتهم، في الوقت الذي تتعرض فيه أنظمتهما لمزيد من المعارضات الدّاخلية والدّولية.

ومن المعلوم أن البرنامج الصناعي الذي أعلنه النظام البهلوي في العقدين السادس والسابع من القرن الماضي قد أدى في نهاية الأمر الى زعزعة الاقتصاد الإيراني وبالتالي إضعاف النظام البهلوي ومن المعتقد أن السّعودية ستواجه مصيرا مشابها.

ويبدو أن موضوع ازالة بعض الحواجز الاجتماعية التي يعمد اليها بن سلمان تهدف الى رفع نسبة محبوبيته بين الشباب السّعودي الذي كان عرضة لكثير من المضايقات الاجتماعية حتى اليوم،يبدو أن النظام السعودي بقيادة محمد بن سلمان سيكون أقسى تعاملا مع المعارضين الدّاخليين.

وابن سلمان كمحمد رضا بهلوي يسعى عبر اصلاحاته الاجتماعية الى كسب ثقة أصدقاءه الغربيين، والظهور بمظهر المُصلح الكبير بأنه يحاول تطوير البلاد والمسير به نحو مسار العرب الأمر الذي سيلقى دعما غربيا وأمريكيًّا لبن سلمان خصوصا في مواجهته مع باقي الأمراء.

بدأ ابن سلمان رؤيته وإصلاحاته بإجراءات وقائية لتأمين طريقه إلى العرش ، وذلك من خلال اعتقال منافسيه وخصومه من الأمراء ومراكز القوى والنفوذ الاخرى ، بذريعة مكافحة الفساد ، مع انه لا يعد قدوة في النزاهة والحرص على المال العام ،كما أن اجراءاته في محاربة الفساد تفتقد للشفافية وتخضع للصفقات والابتزاز، مع غياب الاصلاحات السياسية ، تبدو الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المعلن عنها ، مجرد رشوى للخارج وبعض الداخل لدعم طموح الأمير الشاب في الوصول إلى العرش.

ومن جانب آخر فقد طرأت تغييرات جذرية على حياة المرأة السعودية في خطة الإصلاحات فقاموا بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وشغل مناصب رفيعة، ودخول مدرجات الملاعب الرياضية، حتى أنه بات من المحتمل أن تعمل السعوديات كشرطيات مرور.

وعلى ضوء تلك الإصلاحات الظاهرية قامت العديد من الناشطات السعوديات بالتحرك للضغط من أجل إلغاء قانون ولاية الرجل على المرأة، والذي ينص على ضرورة حصول المرأة على موافقة ولي أمرها، مثل والدها أو زوجها، للسفر أو العمل.

وتعتبر الإصلاحات التي يقوم بها ابن سلمان لا تتعارض مع السياسة الممنهجة في ارتكاب المجازر بحق الشيعة في شرق السّعودية،وسياسة الإصلاحات التي يزعمها بن سلمان لا تتعارض مع سياسات القتل بحق الشيعة، بل على ما يبدو أن هذين الأمرين مكملان لبعضهما البعض لتعزيز النظام الوهابي في السّعودية.
رقم : 704940
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم