0
الخميس 21 أيلول 2017 ساعة 16:09

21 سبتمبر.. يوم الكرامة للشعب اليمني

21 سبتمبر.. يوم الكرامة للشعب اليمني
وليس تاريخ 21 سبتمبر وليد لحظته السياسية، بل هو نتيجة صراع طويل ممتد إلى زمن الصرخة الأولى التي أطلقها الشهيد حسين الحوثي من مران: أن مشاريع الهيمنة على اليمن ليس لها إلا الموت. ولا تتمايز 21 سبتمبر عن مجمل مشروع أنصار الله، فالثورة هي نتاج تاريخ الحركة، وخلاصة مشروعها للانطلاق باليمن وغيره إلى تحرير اليمن الهيمنة.

ولا يمكن فصل ما جرى في أيلول/سبتمبر 2014، عن السياق السياسي الذي عاشته اليمن في مرحلة ما بعد 1962. عمليات اقصاء وتهميش شريحة كبيرة من الشعب اليمني بإسم “ثورة 1962″، والحرمان الذي فُرض على مناطق معينة باسم الثورة. ولا يمكن إبعاد الأحداث عن واقع استعداء المكونات في الداخل التي مارسها النظام السياسي بعد مرحلة “الوحدة اليمنية”، وبعد حروب صعدة (2004-2010)، ولا فصل بين الحدث وبين الخيبة التي مُني بها اليمنيون في مرحلة ما بعد شباط/فبراير 2011. “21 سبتمبر 2014” كانت نتيجة كل هذا السياق، وثمرة خطاب أنصار الله الذي دعا منذ لحظاته الأولى إلى الانتفاض ضد الهيمنة وإسقاطها لاستعادة الكرامة اليمنية.

وباعث الثورة الشعبية في 21 سبتمبر، كان القهر الاجتماعي المتراكم منذ عقود الاستغلال والحرمان والفساد وسياسات السلطة المرتهنة للوصاية الأجنبية التي انعكست إفقاراً وديوناً وديكتاتورية.
وبالعودة إلى ما قبل 21 سبتمبر 2014، شكّل قرار الحكومة اليمنية برفع الدعم عن المشتقات النفطية موجة غضب واسعة في الشارع اليمني، الذي رأى في القرار استكمالاً لسياسة التجويع والإفقار كعقاب جماعي. وعلى إثرها خرجت التظاهرات إلى صنعاء للمطالبة بإلغاء ما عرف يومها بقرار “الجرعة” وإعفاء الحكومة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار. كان قرار الجرعة الشرارة الأخيرة والمباشرة لانطلاق الثورة.

وثمة من يقرأ ما جرى قبل سنتين، على أنه حرب بدأت من منطقتي دماج وكتاف وانتهت بسقوط صنعاء، وهو ما يستدعي الإشارة إلى أن معارك تلك المناطق، التي تلت «انتفاضة فبراير»، كانت أقرب إلى محاولات سعودية وأميركية لاحتواء حركة «أنصار الله»، لكن الحرب التي بدأت من دماج فتحت للتغيير باباً واسعاً لمواجهة النظام ومحاربة أدواته التكفيرية لا بل اقتلاعها، بعدما زرعها من صعدة حتى البيضاء وسط البلاد.

وفي عام 2012 بدأت حرب دماج الأولى لتخفت وتنفجر مجدداً عام 2013. وكانت دماج بمثابة “محمية” تكفيرية وهابية وسط صعدة، أوجد هذه المحمية خريجو الجامعات السعودية على رأسهم مقبل الوادعي، وكبرت بتمويل من المملكة كان هدفه نشر الوهابية في اليمن، وتحويل الزيديين والشوافع إلى وهابيين يدينون بالولاء الديني والسياسي إلى السعودية، بما يتيح للأخيرة تكريس هيمنتها على اليمن. في حرب دماج التي افتتحها التكفيريون إنضم مقاتلو حزب الإصلاح السلفي، وكانت السعودية تدعم المقاتلين مالياً وإعلامياً. سقطت كتاف وبذلك استعاد أنصار الله كل منطقة دماج، وبعدها عمران وهرب التكفيريون وأولهم آل الأحمر (زعماء الإصلاح) الذين كانوا قد استعانوا بمقاتلين من تنظيم القاعدة ضد أنصار الله، وفق ما يذكر جاحز.

و حربا دماج وعمران فُرضتا ضد أنصارالله، إلا أن نتائجهما أتت مخيبة لكل الآلة التي خططت وموّلت مشاريع إسقاط ومحاصرة أنصارالله.

لتأتي “ثورة 21 سبتمبر 2014” كمسار تصحيحي، للتحولات التي طمح إليها الشعب اليمني كما أنها أتت لتسقط كل مشاريع الهيمنة وتسد الأبواب التي كانت تفتح لتكريس الوصاية على القرار اليمني، ولإفشال مشروع تقسيم اليمن إلى أقاليم متناحرة.
رقم : 670839
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

إخترنا لکم