0
الأربعاء 12 تموز 2017 ساعة 11:06

استمرار تجريد المعارضين من جنسياتهم في البحرين

استمرار تجريد المعارضين من جنسياتهم في البحرين
ويقول نشطاء حقوق الإنسان إنّ السلطات سحبت جنسيات 103 آشخاص في هذا العام، أي أكثر من الذين أسقطت جنسياتهم في العام 2016. وأدينوا كلهم باتهامات تتعلق بالإرهاب، في محاكمات افتقرت إلى الشفافية والإجراءات القانونية الواجبة.

وازدادت وتيرة سحب الجنسيات وسط حملة قمع مكثفة ضد المعارضة. ويعزو النشطاء ذلك إلى صمت الغرب، خصوصًا الولايات المتحدة وبريطانيا، الذي شجع السلطات البحرينية على المضي قُدُمًا في اتخاذ تدابير أكثر قمعًا من تلك التي استخدمتها ردًا على الاحتجاجات الجماهيرية في العام 2011.

وقال سيد أحمد الوداعي، المدير التنفيذي في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، وهو أحد الذين سُحِبت جنسيتهم، إنه "ليس هناك أي ضغط عليهم للإصلاح أو القيام بأي شيء لوقف القمع". ويضيف أن هذا الموقف كان واضحًا، حين أكد الرئيس ترامب لملك البحرين خلال اجتماع بينهما في مايو/أيار أنّه لن يكون هناك "قيود" في العلاقة بين البلدين.

وهذا كان مؤشرًا على أن حقوق الإنسان ليست على الإطلاق جزءًا من اهتمامات الولايات المتحدة الأمريكية، كما ذكر الوداعي.

والبحرين طردت عددًا من أولئك المحرومين من جنسياتهم، ما خلق مجموعة متزايدة من المنفيين. ويعاني أولئك الباقون في المملكة من كونهم عديمي الجنسية في بلادهم. ومن دون وثائق شخصية ،فإن مجرد القيادة في أرجاء جزيرة تنتشر فيها نقاط تفتيش تابعة للشرطة يمكن أن يشكل اقتراحًا خطيرًا. وقد فقدوا جميعًا إمكانية الحصول على رواتب وخدمات من الدولة، بما في ذلك الرعاية الصحية، فضلًا عن القدرة على إدارة ممتلكاتهم. لا يمكنهم تسجيل ولادة أطفالهم، ما يعني أنه لا يمكن لأولادهم الإفادة من خدمات الدولة. وغالبية الذين حُرِموا من جنسياتهم هذا العام يقبعون في السجن، بعد أن أُدينون وفقًا لقانون مكافحة الإرهاب في البحرين.

وقال علي عبد الإمام، وهو مدون وناشط سُحِبَت جنسيته في العام 2015، إنّ "طريقة لقتل هويتك، ووجودك". ويعيش الآن "علي عبد الإمام" في بريطانيا، حيث مُنِح حق اللجوء. وأضاف أن "شخصًا ما يعتقد أنه يمتلك سلطة ليخبرني بأني لا أنتمي إلى بلادي".

ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن النظام القضائي في البحرين فقد كل تشابه مع المصداقية. ويشير نيكولاس ماكجيهان، وهو باحث بشؤون الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش، إلى أن "القلق الذي نواجهه هو أن النظام القضائي في البحرين أثبت أنه غير قادر على تأمين محاكمة عادلة لأي فرد، لا سيما في القضايا المتعلقة بالإرهاب. وبالتالي، لا يمكن الاعتماد في أي حال على الأحكام التي يصدرها".

ويعترف نشطاء حقوق الإنسان بأن الاعتداءات العنيفة تحدث لكن يقولون إن السلطات تحاصر مجموعات من الأشخاص غير المتورطين وتتهم بارتكاب مثل هذه الأعمال.

وللبحرين علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين تمتلكان قواعد بحرية في المملكة،وقال ناطق باسم مكتب الخارجية البريطانية في بيان إن الحكومة البريطانية أثارت مع نظيرتها البحرينية "مخاوف" بريطانيا بشأن الحرمان من الجنسية، غير أنه "دافع عن العلاقة بين الدولتين".

وأعرب ناطق باسم الخارجية الأمريكية في بيان عن "قلق" الولايات المتحدة بشأن إسقاط الجنسيات، مضيفًا "أثرنا هذه القضية مع المسؤولين البحرينيين ونواصل حث الحكومة البحرينية بشدة على احترام حقوق الإنسان وحمايتها".

غير أن هذا الأمر لا يريح أولئك الذين جُعِلوا عديمي الجنسية. ويقول كثيرون منهم إن النتائج الأكثر صعوبة لسحب الجنسية هي تأثير ذلك على أُسرهم.

أنجبت زوجة علي عبد الإمام طفلًا في مارس/آذار، ولكون الجنسية في البحرين تُمنَح عن طريق الأب، بقي هذا الطفل عديم الجنسية منذ ولادته. وقال علي عبد الإمام "أشعر بالسوء هذا الطفل يعاقب، ليس لأجل جريمة ارتكبها، بل بسبب والده". وأضاف "الأمر مؤلم لي".

وجردت المملكة 451 شخصًا من جنسياتهم منذ العام 2012، وفقًا لما ذكره معهد الحقوق والديمقراطية. وكثيرون من بينهم نشطاء وجهوا الانتقادات بشأن الإصلاحات الديمقراطية وانتهاكات حقوق الإنسان.

وفي العام الماضي، سحبت السلطات جنسية رجل الدين الشيعي الأكثر بروزًا في البلاد، الشيخ عيسى قاسم. لكن آخرين يقولون إنهم لم يفعلوا شيئًا يُذكر للفت الانتباه إلى أنفسهم.

وليست البحرين وحدها في سحب الجنسيات دول خليجية أخرى، بما في ذلك قطر، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، قاموا بالشيء نفسه.
رقم : 652814
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم