0
الثلاثاء 11 نيسان 2017 ساعة 12:15

وصي الرسول (ص) علي بن أبي طالب (ع) بذكرى مولده الشريف

وصي الرسول (ص) علي بن أبي طالب (ع) بذكرى مولده الشريف
لقد اصطفى الله عزوجل وليه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) بموضع مولده ، فجمع ـ مع طهارة مولده ـ شرف محل الولادة ، وهو البيت العتيق والكعبة الشريفة .

وتمتع مولانا الامام علي (ع) بخصوصية ومكرمه مميزة وعناية ربانية . . . وذلك اعدادا له (ع) فهو وزير الرسول (ص) . . . والقرآن الناطق . . . ومن قرأ التاريخ وجد أن يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين هو الذي هدم الاصنام في الكعبة ولم يعبد صنما قط واول من آمن برسالة الاسلام.

وكان مولده (ع) في يوم الجمعة 13 رجب ( شهر الله الاصم ) بعد عام الفيل بثلاثين سنة (2) قبل البعثة بعشر سنين (3) حوالي عام 600 م ( 23 قبل الهجرة ) . . . فرب العزة أمر ان يكون ولي وفيه الايمان . . . قال تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . . . وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) (4) .

والإمام علي عليه السلام وإن لم يكن نبي لختم النبوة ، لكنه وصي نبي وله جميع خواص النبوة الأخرى في هداية الناس وتبليغ أحكام الله التي لا يحق لكل إنسان أن يبينها إلا لمن يكون له عناية من الله تعالى .

وحصرا وردت ايه الهداية للعباد به (ع) فقال تعالى : ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (5) .

وولادة امير المؤمنين (ع) دليل على امامته ، فغرض الولادة هو لكي يتبعه الناس ويصدقونه بعد النبي الأكرم ، فتكون هذه الخصوصية والآية تأييد لإمامته وولايته على المؤمنين بعد رسول الله (ص) .
وتواترة ولادته الميمونه عند كافة المسلمين . . . قال العلامة الأميني (رض ) :ولادته صلوات الله عليه في الكعبة المعظمة ، وقد انشق جدار البيت لامه فاطمة بنت أسد فدخلته ثم التأمت الفتحة ، فلم تزل في البيت العتيق حتى ولدت مشرف البيت بذلك الهبوط الميمون ، وأكلت من ثمار الجنة ، ولم ينفلق صدف الكعبة عن دره الدري إلا وأضاء الكون بنور محياه الأبلج ، وفاح في الأجواء شذى عنصره الأقدس ، وهذه حقيقة ناصعة أصفق على إثباتها الفريقان ، وتضافرت بها الأحاديث ، وطفحت بها الكتب ، فلا نعبأ بجلبة رماة القول على عواهنه بعد نص جمع من أعلام الفريقين على تواتر حديث هذه الإثارة .

عن الإمام جعفر بن محمد الصادق السادس من ائمة اهل البيت عليهم السلام : كان العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق بني عبد العزى إزاء بيت الله الحرام ، إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وكانت حاملة بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) لتسعة أشهر ، وكان يوم التمام ، فوقفت إزاء البيت الحرام ، وقد أخذها الطلق ، ورمت بطرفها نحو السماء . . . روى الشيخ الطوسي ( قدس سره ) (7) .

و جاءت متعلِّقة بأستار الكعبة الشريفة ، من شدة المخاض ، مستجيرة بالله وَجِلةً ، خشية أن يراها أحد من الذين اعتادوا الاجتماع في أُمسياتهم في أروقة البيت أو في داخله ، فانحازت ناحية وتوارت عن العيون خلف أستار البيت ، واهِنةً مرتعشة أضنتها آلام المخاض ، فألصقت نفسها بجدار الكعبة وأخذت تقول ( يا ربِّ ، إنِّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإنِّي مصدِّقة بكلام جدِّي إبراهيم وأنَّه بنى البيت العتيق ، فبحقِّ الذي بنى هذا البيت وبحقِّ المولود الذي في بطني الا ما يسرت عليَّ ولادتي ) .

قال يزيد بن قعنب : فرأيت البيت قد انشقَّ عن ظهره ، ودخلت فاطمة فيه ، وغابت عن أبصارنا وعاد إلى حاله ، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أنَّ ذلك من أمر الله تعالى ، ثُمَّ خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب عليه السلام (8) .
وهناك عدة امور تدور في الاذهان ! اكيد هناك باب للخروج والدخول في الكعبة ! ! ! ولكن الله تعالى أمر للجدار أن ينشق ليكون خير دليل على مكانة أمير المؤمنين (ع) . . . وهذا الدليل لازال موجودا الى يومنا هذا بالرغم من تجدد بناء الكعبة في كل قرن وعام .

ورغم أنهم قد ملأوا أثر الانشقاق بالفضة والأثر يرى بكل وضوح على الجدار المسمى بالمستجار . . . ووصل الخبر إلى أبي طالب ، فأقبل هو وجماعة وحاولوا فتح باب الكعبة حتى تصل النساء إلى فاطمة ليساعدنها على أمر الولادة ، ولكنهم لم يستطيعوا فتح الباب ، فعلموا أن هذا الأمر من الله سبحانه وتعالى .

وحدثت السيدة فاطمة بما جرى عليها في الكعبة ، قالت : فجلست على الرخامة الحمراء ساعة ، وإذا أنا قد وضعت ولدي علي بن أبي طالب ولم أجد وجعاً ولا ألماً .

وبقيت السيدة في الكعبة ثلاثة أيام ، وانتشر الخبر في مكة ، وجعل الناس يتحدثون به حتى النساء ، وازدحم الناس في المسجد الحرام ، ليشاهدوا مكان الحادثة ، حتى كان اليوم الثالث ، وإذا بفاطمة قد خرجت ـ من الموضع الذي كان قد انشق لدخولها ـ وعلى يدها صبي كأنه فلقة قمر وأسرع المتجمهرون إليها فقالت : معاشر الناس ، إن الله عز وجل اختارني من خلقه وفضلني على المختارات ممن مضى قبلي ، وقد اختار الله آسية بنت مزاحم فإنها عبدت الله سراً في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطراراً ، ومريم بنت عمران ، حيث هانت ويسرت ولادة عيسى فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتى تساقط عليها رطباً جنياً وإن الله تعالى اختارني ( فضلني ) عليها وعلى كل من مضى قبلي من نساء العالمين لأني ولدت في بيته العتيق ، وبقيت فيه ثلاثة أيام آكل من ثمار الجنة وأرزاقها . . . الخ (9) .

اقبل رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) فلما رآه علي عليه السلام جعل يهش ويضحك فرحا ، فأخذه النبي (ص) وقبله وحمد الله على ظهور هذا المولود المبارك.

صفات الامام علي عليه السلام
قوَّة جسدية خارقة، فربَّما رفع فارساً بيده فجلد به الأرض غير جاهد ، وما صارع أحداً الا وصرعه، وقد قلع باب حصن خيبر الخاص باليهود قرب المدينة وقد كانت تفتح وتغلق من قبل اربعين رجلا.
يتكفَّأ في مشيته على نحو ما يقارب مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي جعله أُسوته وقدوته منذ أن نشأ وحتَّى مات .
وذكر بعضهم أنَّه كان آدمَ ـ أي أسمر ـ شديد الأدمة ، عظيم العينين غليظ الساعدين أقرب إلى القصر من الطول ، عريض اللحية(11) .

أسماؤه وألقابه :
كثيرة أسماؤه وألقابه عليه السلام ومختلف في بعضها بين العلماء ، فقال مجاهد : ( إنَّ أُمُّه سمَّته عليَّاً عند ولادته .

قال سبط ابن الجوزي : ( وقد سمَّاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ذا القرنين ) ذكر ذلك بإسناده المتَّصل إلى سلمة بن الطفيل ، عن عليٍّ عليه السلام ، قال : ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنَّ لك في الجنَّة قصراً ، وإنَّك ذو قرنيها ) ) (15) .
قال : ( وهذا حديث أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ، وأخرجه أحمد أيضاً في كتاب جمع فيه فضائل أمير المؤمنين ، ورواه النسائي مسنداً ) .

وقد عُرف عليه السلام بألقاب كثيرة ، جاء كثير منها في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها : ( يعسوب المؤمنين ) وأصل اليعسوب هو ملك النحل ، ومنه قيل للسيِّد : يعسوب ، والمؤمنون يتشبَّهون بالنحل ، لأنَّ النحل تأكل طيباً .

ويلقَّب أيضاً : الولي ، والوصي ، والتقي ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، وشبيه هارون ، وصاحب اللوى ، وخاصف النعل ، وكاشف الكرب ، وأبو الريحانتين ، وبيضة البلد ، وغيرها كثير (16) .
وكنَّاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأبي تراب لمَّا رآه ساجداً معفِّراً وجهه في التراب ، فكان ذلك من أحبِّ ألقابه إليه .

وجاء في سبب تسميته ـ كما نقله ابن إسحاق عن عمَّار بن ياسر ـ أنَّه قال : كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة ، فلمَّا نزلها رسول الله وأقام بها ، رأينا ناساً من بني مدلج يعملون في عين لهم ، فقال لي عليٌّ عليه السلام : ( يا أبا اليقظان ، هل لك في أن نأتي هؤلاء القوم لننظر كيف يعملون ! ) قلت : إن شئت ، فجئناهم ونظرنا إلى عملهم ساعة ثُمَّ غشينا النوم ، فانطلقت أنا وعليٌّ واضطجعنا في صور من النخل على التراب اللين ونمنا ، والله ما أيقظنا الا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُحرِّكنا برجله ، وقد تترَّبنا من تلك البقعة التي نمنا فيها ، ففي ذلك اليوم قال الرسول لعليٍّ عليه السلام : ( ما لك يا أبا تراب ) ! (17) .
رقم : 626767
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم