0
الأربعاء 5 تشرين الأول 2016 ساعة 12:31

خاص: بعد تعليق تفاهمات جنيف.. متى تبدأ المفاوضات حول سوريا؟

خاص: بعد تعليق تفاهمات جنيف.. متى تبدأ المفاوضات حول سوريا؟
الطرفان الأمريكي والروسي تبادلا الاتهامات حتى من قبل أن تفشل الهدنة الأخيرة، علماً أن موسكو وواشنطن كانتا تعلمان جيدا أن الكثير من الأطراف الإقليمية، وأطراف الصراع في الداخل السوري، لا يحبذ تلك "التفاهمات".
واختار العسكريون الأمريكيون في النهاية أسلوب التصعيد، وذهب الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الإيعاز ببحث كل الاحتمالات بشأن الأزمة السورية، وهو ما استدعى رداً روسيا مباشراً بأن أي تدخل عسكري أمريكي مباشر في سوريا ستكون له عواقب وخيمة ليس فقط في سوريا، وإنما أيضا على المنطقة برمتها، ولم يأت رد موسكو من فراغ، لأنه سبق إعلان واشنطن تعليق التفاهمات الروسية –الأمريكية.
متى تنتهي الحرب وتبدأ المفاوضات؟
يتردد هذا السؤال على ألسنة ملايين السوريين الذين تهجروا أو أجبروا على النزوح واللجوء، وكم سوري عليه أن يموت ويتشرد لكي يتم التوصل إلى هذه الخطوة؟ حيث أن كل هذه الأطراف مجتمعة تحارب بعضها البعض نيابة عن قوى إقليمية، وبالوكالة عن قوى كبرى".
وهناك أيضاً مخاوف من إمكانية وقوع مواجهات عسكرية "مباشرة" بين قوات التحالف بقيادة واشنطن وبين القوات الروسية المتواجدة في سوريا، وبدأت هذه المخاوف بالانتشار بعد قول مدير مركز كارنيغي في موسكو دميتري ترينين، حيث أعرب عن اعتقاده بأن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة قد تتفاقم أكثر خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
وقال ترينين أنه "يمكننا أن ننسى التعاون، فالاتهامات والتهديدات الأخيرة شطبت مسألة التعاون. ومع ذلك، يمكن أن توصلنا هذه التهديدات إلى مستوى الصفر وحتى دونه".
وأشار ترينين إلى أنه "بعد انهيار التعاون بين موسكو وواشنطن في سوريا، لا يُستبعد تبادل الضربات بين الجانبين على مواقع القوى التي يعدُّها كل طرف حليفة للطرف الآخر"، وهذا ما وصفه مراقبون بالحرب "نصف المباشرة" بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا، والتي يمكن أن تبدأ في أي لحظة.
من جهة أخرى اعتبر محللون آخرون أن هذه الحرب النصف المباشرة بدأت عملياً منذ مساء يوم 19 أيلول بمجرد انتهاء موعد الهدنة التي لا تزال تثير الكثير من علامات الاستفهام والشكوك، في حين يبقى الشعب السوري مجرد ورقة مقايضة بين كل تلك الأطراف المتصارعة.
وعبر الجانبان الروسي والأمريكي عن "خيبة" أملهما، كل حسب سيناريوهاته وخططه، وبدأت وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن تسريبات بأن روسيا قامت بنشر أحدث منظوماتها من صواريخ الدفاع الجوي "إس-300 في.إم " في سوريا دون تقديم وثائق، كل هذا، وهناك أصلاً اعتداء عسكري مباشر في سوريا من الجانب التركي التي تصعد يومياً وجود قواتها، لكن الغرب لا يزال يقابل طموحات تركيا بالتجاهل.
ولا شك أن الروس توقعوا إعلان واشنطن عن تعليق "التفاهمات"، بل وألمحت موسكو قبل ذلك بساعات إلى أن العمل وفق التفاهمات "معلق"، ثم أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمراً بتعليق الاتفاق مع الولايات المتحدة حول معالجة البلوتونيوم بسبب خطوات واشنطن غير الودية حيال موسكو، واشترطت موسكو أنها ستستأنف العمل باتفاقية البلوتونيوم مع واشنطن في حال ألغت الأخيرة العقوبات .
وهكذا تكون روسيا قد وضعت الخريطة كلها أمام واشنطن لكي تتوقف "الحرب" قليلاً، وتمعن النظر في المشهد السوداوي، وتنظر بعقلانية إلى الأزمة من جميع زواياها.
رقم : 572987
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم