0
الثلاثاء 4 تشرين الأول 2016 ساعة 10:05

خاص: ما مدى خطر «الناتو» على روسيا؟

خاص: ما مدى خطر «الناتو» على روسيا؟
وقال محللون سياسيون روس أن سبب طرح هذا السؤال يعود إلى أن جنرالات الناتو المتقاعدين والذين لا يزالون في الخدمة، يتحدثون عن "عدوانية روسيا" بصوت أعلى من ممثلي المؤسسات الغربية الأخرى، وأنهم –أي الجنرالات- يحاولون دس السم بالعسل وقلب الأمور لصالحهم ويدمجون حقائق عديدة عن عدوانهم في أوروبا وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى وغيرها من مناطق العالم واتهام روسيا بها، بالإضافة إلى إصرارهم على أن سبب توسع "الناتو" باتجاه الشرق هو تعزيز قدرات روسيا العسكرية، إلا ان تسلسل الأحداث يخالف هذا المنطق.
ولا شك أن دوافع جنرالات الناتو واضحة، فبعد تفكك الاتحاد السوفيتي لم تبق هناك حجج لبقاء الحلف، لذلك من الضروري تبرير وجوده، من أجل استمرار تمويله، وبالإضافة إلى ذلك فإن التحولات التي حدثت في أوروبا في تسعينيات القرن الماضي، دفعت حلف الناتو لبدء عملية تشديد السياسة العسكرية وإعادة تنظيمه. ورغبت قيادة الحلف حينها الاستفادة من الأوضاع السائدة لتوسيع النفوذ على حساب أوروبا.
هذا التوسع الكبير نجم عنه ظهور قوتين بيروقراطيتين في أوروبا هما "الناتو" و"الاتحاد الأوروبي"، ويكفي أن ننظر إلى خريطة توزيع قواعد الناتو العسكرية فيها لكي نفهم مكانة الساحة الأوروبية بالنسبة لهذا الحلف.
الناتو العالمي:
ويدور الحديث اليوم عن إنشاء "ناتو عالمي"، وهذا يعني أن الحلف العسكري سيوسع مسؤوليته لتشمل العالم أجمع، وقد برر اعتماد الاستراتيجية الجديدة للحلف نشوء نزاعات محلية عديدة ودول صاروخية ونووية جديدة، وكذلك ظهور دول خطرة من ناحية إمكان استخدامها الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.
ويبدو كل شيء مرعباً كما خُطط له. ولكن عمليات حلف "الناتو" المعروفة لم يحالفها النجاح، وحتى أن القياديين في الحلف يعترفون بعدم قدرتهم على تنفيذ المهمات الملقاة على عاتقهم في حالة نشوء النزاعات طويلة الأمد، بل وإن الجزء الأكبر من المهمات التي نفذت كان لها ردود فعل سلبية داخل الاتحاد الأوروبي، ونذكر هنا انسحاب بريطانيا من الاتحاد.
وأصبح واضحاً لقيادة "الناتو" عدم فاعلية الجيوش الوطنية التي تعمل تحت قيادة موحدة، وذلك يعود إلى الحساسية العالية لسكان البلدان من الخسائر، لهذا أصبح الحلف يستخدم الشركات الحربية الخاصة، وطبعاً هذا بحاجة لأموال ضخمة كالتي يتحدث عنها الأمريكيون مع شركائهم في أوروبا.
هيبة الحلف:
يتحول حلف الناتو في الآونة الأخيرة، وبالتدريج، إلى ما يشبه واجهة عرض لعلامة تجارية، تحاول قيادته وبالدرجة الأولى واشنطن من ورائها جذب رؤوس الأموال، ولكن مع مرور الوقت وتراكم الفشل، تتقلص القناعة بهذه المحاولات.
وعقب الفشل الذريع الذي يمنى به الحلف، حاول خلق اسطورة جديدة وهي "الخطر الروسي" الذي يجب وفق رأي الحلف أن تساعد في "إعادة تشغيل المنظومة"، ويبررون ذلك بالزيادة الكبيرة للنفقات العسكرية في روسيا. ولكن بانظر إلى الوضع فإنه من المستحيل مقارنة النفقات العسكرية الروسية بالنفقات العسكرية الأمريكية، حيث أن نفقات موسكو زادت في السنوات الأخيرة فقط، وإذا نظرنا إلى زيادة النفقات العسكرية لبلدان الناتو خلال فترة زمنية طويلة، فسيتضح أن الحديث عن العدوان الروسي أمر غير موضوعي.
ولا شك أن على موسكو الدفاع عن نفسها، وكما يبدو من تصرفات قادة الصين والهند واليابان أنهم أدركوا المسألة جيداً، حيث على الرغم من الضغوط الكبيرة المسلطة عليهم من جانب الولايات المتحدة، فهم يثمنون عاليا علاقاتهم السياسية مع روسيا.
رقم : 572609
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم